كلنا ندرك الأسطورة التي تقول ان متصفح Internet Explorer سابقا و Edge حاليا هو واحد من أسوأ المتصفحات في العقد و ربما التاريخ أيضا، و أنه لا يصلح إلا لشيئ واحد و هو تحميل متصفح أفضل منه كونه يأتي منصبا من قبل في نظام الويندوز، و قد إستوعبت مايكروسوفت جيدا خطأها في عدم تحديث المتصفح و جعله يواكب جديد البرمجيات الحالية، بل و ما زاد الطين بلة أن بعض العملاء السابقين في يوتيوب قالو ان يوتيوب كانت تسعى لتدمير Edge لأسباب كثيرة، راجع مقالنا بعنوان تشويه " Explorer " كان مؤامرة من اليوتيوب ... 5 حقائق تدعم حقا هذه النظرية !
لكن مايكروسوفت قررت أخيرا ان تحذو حذو جميع المتصفحات الأخرى و هو صناعة متصفح مبني على Chromium، نفس الأساس الذي بُني عليه مجموعة من المتصفحات مثل جوجل كروم، فايرفوكس، Torsh و غيرها، و قررت مع هذه التحديثات أن تطلق أيضا لوجو او شعار جديد خاص بالمتصفح، و كأنها بداية جديدة لمتصفح Edge في عالم المتصفحات، العائد من قعر الجحيم !
تاريخ إطلاق متصفح Microsoft Edge الجديد :
قد أطلقت مايكروسوفت سابقا نسخة Beta من المتصفح المبني على كروميوم للتجربة قبل أشهر، لكن النسخة Beta كانت تضم بعض الأخطاء التي تم تصحيحها على مدى أشهر كان من أبرزها توافق المتصفح مع بعض الحواسيب بحيث كان التصفح ثقيلا في بعضها، الشيئ الذي أكدت مايكروسوفت إصلاحه بشكل رسمي، و الآن مايكروسوفت تعلن عن النسخة النهائية او (Production Build) من المتصفح في الـ 15 من يناير / تشرين الثاني من سنة 2020، أي بعد أيام فقط من قرائتك لهذه الأسطر.
نسخة Production Build ستكون نهاية بالطبع لكن ستأتي ببعض التحديثات لاحقا لتحسين من مردودية المتصفح و الإجابة على الـ Feedback الخاص بالمستخدمين.
قد تتسائل الآن يا صديقي عن الجديد الخاص بهذا المتصفح، بل ما الذي يقنعك من أساسه في إستخدام متصفح Edge حتى و بعد التعديلات الجديدة عليه و بنائه بمحرك Chromium ؟ دعنا نوفر لك إجابة مقنعة إذن.
مثل كروم، بدون خدمات تعقب جوجل :
أولى المزايا التي ستجعلك تستخدم متصفح Microsoft Edge في نسخته الجديدة ان المتصفح سيشبه متصفح Google Chrome من حيث السلاسة في الإستخدام لكن هذه المرة بدون خدمات جوجل التعقبية (Tracking). تعتمد جوجل على البريد الإلكتروني الخاص بك الذي يمكنك التسجيل به تقريبا في كل خدمات جوجل و خدمات أخرى من أجل تعقب تحركاتك و معرفة ما تريده و ما الذي لا تريده، لكن في حالة كنت تستغني عن بريد جوجل Gmail و تستخدم بريداً مخصصا فلازال بإمكان جوجل تعقبك و معرفة كل شيئ عنك من خلال متصفح جوجل كروم، بحيث يلعب المتصفح دوراً كبيراً في ذلك.
متصفح Edge الجديد سيحد نسبيا ( و ليس كليا لأننا نعلم جيدا انه في الأخير سنستخدم خدمات جوجل فلابد من تعقبها لك ) من تعقب جوجل لك و معرفة خياراتك بدقة عالية، جيد لعشاق الخصوصية.
تضمين تقنية Microsoft Protection في المتصفح :
إن كنت حقا من مهووسي الحماية و التجسس و لا تريد أن تعرف عنك أي منصة أي شيئ بداية جوجل و فيسبوك و غيرها، فمتصفح Micosoft Edge يأتي بتقنية Microsoft Protection، و تقوم هذه التقنية بمحاولة تضمين تصفحك في حاوية (Container) معين بحيث تمنع ما يتم تسجيله من تخزينه في الكوكيز او الـ Cache الخاص بالمتصفح و بذلك الولوج إليه و الوصول إليه من طرف خدمات مثل جوجل و فيسبوك، بهذه الطريقة ستبقى الإعلانات الظاهرة و الإقتراحات عشوائية.
لفايرفوكس تقنية مشابهة تحمل إسم Container التي تقوم أيضا بجعل تصفحك مغلق بحيث ترفض توفير أي معلومات او كوكيز لأي جهات طرف ثالث، قبول قوانين الكوكيز أصبح ضروريا في كل المواقع لكن ليس بالضرورة تخزيها، و هذه الأداة و كذا أداة مايكروسوفت الجديدة ستوفران لك الأمان الكامل في التصفح.
نسخة Chromium متوافقة مع نسخة Edge :
الكثير من المتصفحات التي تعتمد على محرك Chromium لا تتوافق مع إصدار Chromium بحد ذاته، و هذا يشكل عائقا و ثقلا في التصفح و أحيانا حتى أخطاء أمنية قد تهدد سلامة المستخدم. في الوقت الراهن نسخة Chromium هي 81، و نسخة Edge التي سيتم إطلاقها هي أيضا مبنية على النسخة الأخيرة من كروميوم، لكن فيما سيقنعنا هذا في إستخدام Edge ؟
ببساطة، لن تجد مشاكل في إستخدام المتصفح بشكل عملي بداية من إطلاقه، لن يكون هناك مشاكل، لن يكون هناك Bug او صعوبة في التصفح، كل شيئ سيكون على ما يرام.
يتوافق مع الإصدارات العالمية للويب :
لطالما كان مؤرقا لكل المطورين و المبرمجين جعل مواقعهم و تطبيقات الويب الخاصة بهم متوافقة مع متصفح Edge، و قد ولى ذلك الآن بحيث ان إصدار Chromium الذي بني عليه Edge يأتي بتوافق مع إصدارات الويب الحالية و أكواد الويب الحديثة، فهذا يعني انك لن تنفق كثيرا من الجهد في جعل موقعك او تطبيق الويب الخاص بك يتوافق مع متصفح Edge، في الحقيقة و لكونه ذو خواص أسهل سيكون من الجيد تطوير تطبيقات الويب على Edge أولا بدل كروم او فايرفوكس.
لكن تقنيا قد لا يكون Edge بتلك الصلابة في التطوير، فمثلا نجد ان الـ Console الخاص بجوجل كروم يأتي بدزينة من الخصائص التي تجعل التطوير أسهل و أكثر سلاسة، و هذا ما قد يفتقر إليه Edge في البداية، و ربما إن أعطت مايكروسوفت بعض الوقت لمتصفحها Edge لاحقا قد تقوم بتطوير كونسول أكثر إحترافية.
لن يفقد لمسة Edge :
ستسوء الأمور هنا و تخبرني انه إن كان مبني على كروميوم و أنه يأتي بهذا الخواص، فما الذي يجعلني أستخدم Edge من أساسه إن كنت أستخدم كروم او غره أصلا ؟ الإجابة هي دمج خدمات Edge مع كروم لنحصل على Microsoft Edge الجديد، إذ حافظ Edge على الكثير من الخواصه خصوصا حين يتعلق الأمر بقراءة ملفات الـ EPUB و الكتب الرقمية، الى جانب توفيره لخواص تحميل الـ Extensions و تنصيبها، اما من حيث التهيئة البصرية فقد حصل Edge على أيقونة و شعار جديد، كما لو كان طائر الفينق المولود من الجحيم.
بالطبع يبقى في الأخير خيار المستخدم لتجربته، لكن ننصحك بإعطاء هذا المتصفح فرصة أخرى عند إصداره في الـ 15 من شهر يناير.