إن الكمبيوتر اليوم يعتبر مركز العصرنة التي يشهدها العالم، فلا يوجد أي نشاط تقوم به حاليا منذ استيقاظك من النوم حتى العودة للسرير لا يتضمن بشكل او بآخر عملية الحوسبة التي تتم بواسطة الكمبيوتر، إنه الأساس، و إن توقفت العمليات القائمة على هذا الجهاز لـ 24 ساعة فقط، قد نشهد ارتباكا في الأوساط العامة قد يؤدي الى شلل في حياة الإنسان و خسائر تقدر بالمليارات و التريليونات الدولارات. فالحاسوب أو الكمبيوتر اليوم يتم استخدامه في كل شيئ و أي شيئ، بل حتى هذا المقال الذي تقرأه الآن تم تجسيده عبر سلسلة من الحواسيب سواء من كاتب هذا المقال، إلى الخوادم الخاصة بهذا الموقع، إلى الشركة التي تدير خوادم هذا الموقع و هلم و جر في سلسلة من الإستخدامات لهذا الأخير.
لكن الكمبيوتر لم يكن بهذا الحال يوما، فقد كان في البداية مجرد أداة حرب، لينتقل بعدها إلى أداة حسابات، ثم تسريع للعمليات، ثم إستخدام بسيط، و أخيراً إستخدام مكثف ضروري للبشرية.
هنا، نسرد لك قصة بسيطة عن الكمبيوتر، و كيف كاد أن ينهي التعاملات البشرية في مطلع سنة 2000 بسبب خطأ حوسبي لم يتم حسابه، بالطبع لك أن تتخيل الآن كيف لهكذا خطأ ان يؤثر عن الحياة الواقعية الآن لو حدث الأمر بالفعل.
ثم بدأت في نفس الفترة تظهر مجموعة من الأجهزة الكمبيوترية الأخرى مثل Z3 ألماني الصنع الخاص بالحسابات، و Bomb Replica الذي تم إستخدامه لتشفير الـ Enigma الخاصة بالحزب النازي ( و الذي صدر عنه فلم The Imitation Game )، و حواسيب أخرى.
بإنتهاء الحرب العالمية الثانية، أضحت الحواسيب أجهزة خاصة بالعمعاملات العلمية و إجراء الحسابات و حل المشاكل و التعقيدات، حتى بزوغ الإنترنت في الثمانينات، و ظهور مفاهيم مثل BITNET و CSNET و التي تربط فقط بضعة حواسيب مع بعضها، بل حتى أنه في سنة 1987 كانت الإنترنت بشكل كامل عبارة عن 40 حاسوب تقريبا متصلة بعضها البعض.
في الجهة المقابلة، لم يؤمن الكثيرون بأن الإنترنت و الحواسيب ستصبح شيئا تعتمد عليه البشرية لعقود، حتى أن جرائد شهيرة حينها نشرت مقالات بعنواين مثل : " الإنترنت : الثورة الزائلة في القريب " و التي تحت بشكل كبير أن الإنترنت و الحواسيب مجرد ثورة خفيفة بسيطة ستزول بعد سنة او سنتين، و سخرت منها كثيرا أيضا. لكن اليوم، نجد أن نفس هذه الجرائد قد ألغت إصداراته الورقية اليوم و اتجهت نحو التدوين الإلكتروني.
لكن في خضم هذا الحدث الذي يتنبأ بزوال الإنترنت، ظهرت معضلة كبرى، معضلة لم يحسب لها حسابها ... و هي :
لكن معضلة Y2K كادت أن تجلط الناس و الشركات، بإعتقاد الكثيرين أن نهاية عالم الحواسيب و الإنترنت و الرقمية بشكل عام سينتهي في مطلع الـ 31/12/1999، بكون أن التحديث الرقمي سيتحول إلى 00 بدل 2000 لكونه ثنائيا، و يتم تحويل المعاملات إلى سنة 1900 بدل سنة 2000.
لم تفلح الخطة عند الكل، صحيح أن العديد من الجهات قد تفادت الخطأ الحتمي هذا، لكن بعضها أيضا فشلت أنظمتها، و تلخبطت معلوماتها، لحسن الحظ أنها مجرد شركات او مؤسسات متوسطة او ضعيفة، و كانت قد أرشفت معلوماتها ورقيا، و عادت لإستخدام الحاسوب بعد فترة من الزمن.
صحيح أن الحاسوب الآن يبدو طبيعيا و ملائما للجميع، لكن تخيل فقط لو حدث خطأ ما يؤدي الى فشل هذه الأخيرة، كيف ستكون النتائج ؟
هنا، نسرد لك قصة بسيطة عن الكمبيوتر، و كيف كاد أن ينهي التعاملات البشرية في مطلع سنة 2000 بسبب خطأ حوسبي لم يتم حسابه، بالطبع لك أن تتخيل الآن كيف لهكذا خطأ ان يؤثر عن الحياة الواقعية الآن لو حدث الأمر بالفعل.
ظهور الكمبيوتر و الإنترنت
من أجل فهم الأمر من مسقط رأسه، عليك أولا أن تتعرف على بعض الأساسيات حول الكمبيوتر و الإنترنت، أبرزها تاريخ ظهورهما و إستخداماتهما آنذاك، سنتجاهل هنا الأجهزة الحوسبية البسيطة التي ظهرت لإجراء العمليات الحسابية المعقدة، و سننتقل معك إلى جهاز ENIAC إختصاراً لـ Electronic Numerical Integrator and Computer الذي ظهر سنة 1943، و كان الهدف من هذا الجهاز هو القيام بالعمليات العسكرية عن بعد و التربص بالعدو عن طريق الردارات المتحكم بها بإستخدام هذا الحاسوب. بالرغم من ذلك، لم تكن إستخدامات هذا الحاسوب منوطة فقط في المجال العسكري، بل تم إستخدامه كذلك في جامعات مختلفة أمريكية آنذاك من أجل حل مجموعة من المشاكل الرياضية التي أرهقت العلماء حينها.ثم بدأت في نفس الفترة تظهر مجموعة من الأجهزة الكمبيوترية الأخرى مثل Z3 ألماني الصنع الخاص بالحسابات، و Bomb Replica الذي تم إستخدامه لتشفير الـ Enigma الخاصة بالحزب النازي ( و الذي صدر عنه فلم The Imitation Game )، و حواسيب أخرى.
التنبؤ بزوال الإنترنت و الحواسيب
في الفترة الممتدة بين الحرب العالمية الثانية و مطلع الألفية الثانية، تنبأ الكثيرون أن الحواسيب و الإنترنت ستزول و تنتهي، فالهدف الأساسي منها هو الخدمة العسكرية، و قد إنتهت الحرب و لن نحتاجها مجددا، حتى بداية ظهور مجموعة من الشركات التقنية مثل مايكروسوفت، IBM و جوجل، التي اعتمدت بشكل كبير على الإنترنت و الحواسيب.في الجهة المقابلة، لم يؤمن الكثيرون بأن الإنترنت و الحواسيب ستصبح شيئا تعتمد عليه البشرية لعقود، حتى أن جرائد شهيرة حينها نشرت مقالات بعنواين مثل : " الإنترنت : الثورة الزائلة في القريب " و التي تحت بشكل كبير أن الإنترنت و الحواسيب مجرد ثورة خفيفة بسيطة ستزول بعد سنة او سنتين، و سخرت منها كثيرا أيضا. لكن اليوم، نجد أن نفس هذه الجرائد قد ألغت إصداراته الورقية اليوم و اتجهت نحو التدوين الإلكتروني.
لكن في خضم هذا الحدث الذي يتنبأ بزوال الإنترنت، ظهرت معضلة كبرى، معضلة لم يحسب لها حسابها ... و هي :
معضلة الألفية ( Y2K Dilemma )
لطرح معضلة الألفية، علينا أن نسرد لك قصة أخرى، عند بداية برمجيات الكمبيوتر بشكل عام و التنبؤات بزواله و عدم إشتغال معظم البرمجيات على المدى البعيد، إضطر العديد من المبرمجين و صناع الأنظمة إلى الإعتماد على الرقم الثنائي في التواريخ و التقويمات، فمثلا بدل تاريخ 12/4/1975، كان التاريخ عبارة عن 12/4/75، لعدم إعتقاد الكثيرين أن الحواسيب ستصمد حتى الألفية الثانية، و تخزينها برقم ثنائي له سبب وجيه، فمساحة الرامات و التخزين و القدرات الخاصة بالحواسيب كانت ضعيفة جدا، بحيث تخزين التاريخ السنوي في رقمين أفضل و أسرع بكثير من تخزينها في 4 أرقام.لكن معضلة Y2K كادت أن تجلط الناس و الشركات، بإعتقاد الكثيرين أن نهاية عالم الحواسيب و الإنترنت و الرقمية بشكل عام سينتهي في مطلع الـ 31/12/1999، بكون أن التحديث الرقمي سيتحول إلى 00 بدل 2000 لكونه ثنائيا، و يتم تحويل المعاملات إلى سنة 1900 بدل سنة 2000.
و في تلك الفترة، قد تقدمت الإنترنت كثيرا، بحيث أصبحت مستخدمة في مجال البنوك و الحسابات و البورصات و المطارات و كل شيئ تقريبا، و كان هذا التغيير - إن تطبق - سيؤدي الى إنهيار بنوك و بورصات بأكملها خصوصا أنها كانت تعتمد على التواريخ لتحديد الرواتب و حساب الفوائد. و هنا ظهرت معضلة الألفية Y2K Dilemma.
كيف تم حل المعضلة ؟
معضلة الألفية لم تختفي حينها، بل حدثت بالفعل و فشلت مجموعة من الأنظمة في العمل، لكن التوقع آنذاك تم إدراكه بأيام و أسابيع قبل الحادثة، لذلك، لجأت الكثير من الشركات مثل البنوك و المؤسسات المالية و الحكومية و المستشفيات و غيرها، إلى إنفاق ملايين الدولارات من أجل تطوير برمجيات جديدة تعتمد على نظام تسجيل تاريخ رباعي في فترة وجيزة، و شركات ضخمة أيضا - مثل مايكروسوفت - قد إضطرت إلى تغيير الأمر بشكل سريع في أنظمتها و الذي كلفها مئات آلاف الدولارات، كما قامت الكثير من الجهات بمحاولة استخراج كل ما تم تخزينه حوسبيا و أرشفته من أجل تجنب فقدان المعلومات، و قد كانت لخبطة تم علاجها بدفع ملايين الدولارات للمطورين و المبرمجين و متخصصي الحواسيب من أجل تطوير برمجيات بشكل أسرع و حل المشكلة قبل حلول عشية رأس السنة.لم تفلح الخطة عند الكل، صحيح أن العديد من الجهات قد تفادت الخطأ الحتمي هذا، لكن بعضها أيضا فشلت أنظمتها، و تلخبطت معلوماتها، لحسن الحظ أنها مجرد شركات او مؤسسات متوسطة او ضعيفة، و كانت قد أرشفت معلوماتها ورقيا، و عادت لإستخدام الحاسوب بعد فترة من الزمن.
صحيح أن الحاسوب الآن يبدو طبيعيا و ملائما للجميع، لكن تخيل فقط لو حدث خطأ ما يؤدي الى فشل هذه الأخيرة، كيف ستكون النتائج ؟
الضرر في فشل كل البرمجيات التي تعتمد على التاريخ بشكل أساسي، مثلا، البورصات ستتضرر بشكل كبير، فلا ننسى أن دقيقة واحدة تستطيع جعل عالم البورصة مفلسا بأكمله، فكيف للرجوع 100 سنة للخلف ألا يؤثر عليها ؟
واش الضرر كان غايكون غير على الرام و لا حتا الهارد ديسك ؟؟
مقال جميل جدًا ! يعود بنا إلى الماضي لنتذكر أحداثه شكرًا على المقال نحتاج و نفتقر إلى هذا نوع من المقالات التاريخية في التقنية على الويب العربي.