ما هو الـ WEB 3.0 ؟ دليلك الكامل حول الويب 3.0

ما هو الـ WEB 3.0 ؟ دليلك الكامل حول الويب 3.0

 ظهور الـ NFT، شراء عملات رقمية كثيرة، التوجه صوب الـ Metaverse، تجميع بيانات و ذكاء اصطناعي يحكم العالم. إن التقنية اليوم بدأت تتخذ منحى لم يعد مفهوما للكثيرين، لكن يمكن للإجابة أن تكون أمام أعيننا مباشرة عن هذه التقنيات واستخداماتها: إنه التمهيد للجيل الجديد للويب الذي سيحمل اسم Web 3.0. 

إننا نستغرب من كل التقنيات والتقدم الرقمي الذي يحدث أمامنا، ونقول أن فلان قد اشترى قطعة أرضية في عالم افتراضي على شكل NFT، لربما هو أحمق أو ، لكن قد تكون لديه نظرة مستقبلية أكثر من أي شيئ آخر. إننا نسمع دائما أن فيسبوك، جوجل، أمازون، هواوي، شاومي وغيرهم يشتغلون على تقنيات جديدة مختلفة، كتقنيات الواقع المعزز والافتراضي، فرض منظومة الـ Metaverse، وتحقيق أشياء خيالية ( حاليا ) قد تكون ممكنة بإطلاق نظام الويب 3.0 . فما الذي تعرفه عنه ؟ 

ما هو الـ WEB 3.0 ؟ دليلك الكامل حول الويب 3.0

ما هو الويب 3.0 ( Web 3.0 ) ؟ 

الويب 3.0 هو عبارة او مصلطح يتم استخدامه من أجل شرح مفهوم الجيل الجديد من الإنترنت والتقنيات الرقمية والتكنولوجية التي ستصبح قيد التنفيذ، وستنفي بدورها التقنيات الحديثة المستخدمة اليوم. أبسط مثال لذلك، إلغاء مفهوم الشراء باستخدام PayPal و Visa/Master مقابل الشراء باستخدام العملات المشفرة ( كمثال سهل الاستيعاب ). 

لكن، بمفهوم أكثر تقانة، الويب 3.0 هو مصطلح يتم إطلاقه على الجيل الجديد من الإنترنت الذي سيقوم بإلغاء مفهوم الوساطة الرقمية، وإتاحة إنترنت حرة للجميع. فنحن نعتمد في تقنياتنا اليوم على خدمات وسيطة، مثل جوجل، فيسبوك، تويتر، يوتيوب، أمازون ... والتي تسيطر تقنيا على نمطية استخدامنا للإنترنت. فإن أردت مثلا التعبير عن رأيك حول موضوع حساس، فمعظم المنصات كفيسبوك ويوتيوب ستحظر حسابك وتمنعك من التحدث عنه. فالإنترنت تحت سيطرتهم! تهدف الـ WEB 3.0 بشكل أساسي إلى التخلص من مفهوم " الإنترنت القيادية "، ليصبح بإمكانك استخدام إنترنت حرة غير متحكم فيها. يمكن وصفها أيضا بالإنترنت المركزية. ويعكسها الويب 3.0 الذي يمكن وصفه بالإنترنت اللامركزية.

أما الجهة الثانية، فهو جلب التقنيات الحديثة والمستجدة إلى العالم والبدء في استخدامها. لا بد أنك شاهدت إعلانات لسيارات ذاتية القيادة، أنظمة تحكم بالصوت، منازل ذكية، إنترنت الأشياء، تقنيات البلوكتشين، عوالم افتراضية، مقتنيات NFT، عوالم الميتافيرس، نظارات ذكية والكثير من التقنيات الحديثة التي طورتها الكثير من الشركات الأخرى. في مرحلة ما يجب البدء في استخدامها أليس كذلك؟ تلك المرحلة ستكون مرحلة الإنتقال إلى الويب 3.0 . 

بيزنس انسايدر: شركة آبل ستتخلى عن أجهزة آيفون في العقد القادم ليخلفه النظارات الذكية ( المصدر

وما آبل إلا مثال بسيط هنا، فشركة فيسبوك ستتخلى عن فيسبوك مقابل Meta التي ستتخصص في العالم الافتراضي. إن هذا المستقبل أصبح أقرب أكثر فأكثر، وهو ما سيُطلق عليه الحقبة الجديدة من الإنترنت، حقبة الويب 3.0 . 

لكن الهدف الحقيقي من الويب 3.0 ... هو استعادة القوة والتحكم للمستخدمين 

" يوجد مجموعة من الشركات التقنية التي تتحكم فينا وفي المحتوى الذي نراه ونشاهده ونستخدمه، وبالرغم من وجود حقيقة أننا ساهمنا بشكل كبير في تزويدها بالمحتوى وتحقيق أرباحها الخيالية، إلا أننا لم نحصل على أي شيئ في المقابل، بل تحرمنا من التعبير عن أنفسنا واختياراتنا حتى " - يقول مات درايهيرست وهو باحث تكنولوجي في جامعة نيويورك الأمريكية. 

إن " مات " على صواب، فالمستخدم يزود شركات ضخمة كفيسبوك وجوجل وأمازون وآبل بالمحتوى والمعلومات والبيانات، التي صارت من خلالها هذه الشركات التكنولوجية تريليونية بالفعل. وما الذي حصل عليه المستخدم؟ محدودية الخيارات والتحكم في حياته والمحتوى الذي يراه وتنمية أفكار غريبة لديه ومحاربة لغريزته ( تبا لنتفلكس 😐) والمزيد. لذلك، وبالرغم من أن النشاط الأكبر في تقنيات الويب 3.0 سيكون من طرف شركات تقنية، إلا أنه الويب 3.0 سيعتمد بشكل أساسي على استعادة القوة للمستخدمين عبر التنصل من خدمات الشركات، والاعتماد على تقنية البلوكتشين. 

البلوكتشين سلاح الويب 3.0 

لا نعلم بالضبط التقنيات التي ستسيطر على عالم الويب 3.0 من بين كل الخيارات الكثيرة الموجودة حاليا، لكن نحن متأكدون تماما أن الويب 3.0 سيكون برعاية البلوكتشين وخدمات العملات الرقمية وبروتوكولاتها المختلفة. 

هل سمعت عن Deeper Network ؟ 

مشروع Deeper Network، هو مشروع يهدف إلى جلب شبكة إنترنت منفصلة تعمل على بروتوكول P2P مبدئيا وعلى خدمات بلوكتشين مختلفة. بحيث قامت بإنشاء مجموعة من الـ Nodes ( او العُقَد، وهي عبارة عن سلسلة حواسيب بالغة القوة تتصل مع بعضها البعض وتقوم بإجراء مختلف العمليات في شبكة البلوكتشين ) ستساعد في بناء إنترنت جديدة. 

إن الإنترنت التي نستخدمها اليوم هي إنترنت تعتمد على الخوادم بشكل رئيسي، خوادم من شركات استضافات ( مثل جوجل، أمازون ...) مرتبطة مع بعضها البعض بكايبلات بحرية، ويتحكم في توجيهها مزود خدمة الإنترنت في بلدك. لذلك تقنيا يمكن انتهاك خصوصيتك ومعرفة كل ما تزوره وتبحث عنه وتفعله على الشبكة العنكبوتية. إلا أن Deeper Network تحاول بناء شبكة منفصلة حرة للجميع. اقرأ أكثر عن مشروع Deeper Network من موقعه الرسمي من هنا .

خدمات عملات مشفرة وبروتوكولات هدفها الويب 3.0 

خدمات عملات مشفرة وبروتوكولات هدفها الويب 3.0

لا بد أنك تسمع بالكثير من العملات المشفرة المختلفة غير البيتكوين، شيئ مثل Cardano او Chainlink او Filecoin وغيرهم. تعتقد أنها مجرد عملات مشفرة يمكن الاستثمار فيها لا أقل ولا أكثر. لكن ما لا تعرفه أنها عبارة عن مشاريع مبنية على العملات المشفرة والرقمية تهدف إلى تطوير خدمات رقمية مختلفة. ثم تُطلق العنان لنفسها كعملة رقمية لمن يريد دعمها والإستثمار فيها. وما لا تعرفه، أن مجموعة كبيرة من العملات المشفرة في الحقيقة تهدف إلى أن تقدم خدمات للويب 3.0. القائمة التالية تستعرض عليك أهمها وأكثرها نشاطا للويب 3.0: 

  • بروتوكولات سيتم استخدامها في عمليات التخزين والحفظ: نستخدم سيرفرات والخوادم من أجل تخزين مختلف المعلومات والبيانات الخاصة خصوصا السحابية. يهدف الويب 3.0 إلى الاعتماد على بروتوكولات من Filecoin و Theta و Stratos من أجل جلب تقنيات تخزين حرة تبادلية بعيدا عن بطش شركات مالكة الخوادم الضخمة في العالم. 
  • بروتوكولات وخدمات عملات مشفرة سيتم استخدامها في التطوير  والبرمجة: سيصبح تطوير  البرمجيات يعتمد على خدمات وبروتوكولات مخصصة أيضا، من بينها Chainlink و The Graph التي يمكن استخدامها في تجميع البيانات وتنظيمها. أيضا Band Protocol القادر على نقل البرمجيات العادية إلى برمجيات مبنية على خدمات بلوكتشين. والمزيد. 
  • السوشيال ميديا أيضا ستتغير بإدماج بروتوكولات أخرى: على رأسها بل وأهمها بروتوكول عملة MASK Protocle الذي يهدف لتشفير الرسائل التي يمكن ارسالها في كل منصات التواصل الإجتماعي مثل تويتر او فيسبوك ( ميتا ).
وما هذه الا اقتراحات بسيطة، بل يوجد قوائم بمئات البروتوكولات والعملات المشفرة التي تهدف إلى أن يتم استخدامها بشكل مخصص في الجيب الجديد من الويب. 

الـ Meraverse، الـ NFT و العملات المشفرة 

الويب 3.0 سيحتضن مجموعة من الأدوات التي تساعد في تكوينه وتشكيله. فلا يكفي أن نربط الإنترنت مع بعضها البعض، بل يجب أن يكون هناك محتوى لاستخدامه في هذه الشبكة، وستساعدنا عوالم الميتافيرس، محتوى الـ NFT والعملات المشفرة في تحقيقه. 

الميتافيريس (Metaverse) كعالم افتراضي ... منصة Decentraland كمثال لذلك 

منصة Decentraland


الميتافيرس عبارة عن عوالم افتراضية أشبه بالعالم الحقيقي، سيمكن للمستخدم فعل ما يشاء داخلها، وتحقيق كل رغباته. لكل عالم من عوالم الميتافيرس أهداف محددة، فبعضها للعمل والأخرى للترفيه. لكن ما ستتشاركه هذه العوالم، أنه سيكون بإمكانك تبعض والحصول على أشياء داخلها: أراضي، سيارات، منازل، أشجار حتى ... إلخ. 
خذ مثال Decentraland، فقبل أسابيع أقدم أحدهم على شراء يخت داخل المنصة بقيمة 650 ألف دولار. واشترى أحدهم قطعة أرض داخل المنصة بقيمة مقاربة. وما منصة Decentraland إلا نبذة بسيطة عن عالم من عوالم الميتافيرس القادمة مستقبلا والمبنية على شبكات لامركزية.

الـ NFT كمحتوى لإمتلاكه في الويب 3.0 

سيمكنك امتلاك أشياء في الشبكات اللامركزية حسب نوع البروتوكول الذي تنشط به، لكن كيف يمكن إتباث ملكيته في شبكة ليس لها أساس؟ هنا يتدخل الـ NFT. بحيث سيمكن للجميع نشر محتوى وإتاحة شرائه على شكل NFT والحصول على حقوق ملكيته. وبالرغم من كون صور NFT هي الأكثر شهرة حاليا، لكن ليس دائما الصور، بل أيضا موسيقى، محتوى كتابي، فيديوهات، والمزيد. 

العملات المشفرة كوسيلة للدفع الرقمي 

سنودع خدمات الطرف الثالث في عمليات الشراء والبيع من الإنترنت مثل PayPal و Payoneer وغيرهم، بل وحتى خدمات الدفع التي تقدمها البنوك عبر الإنترنت. ففي عالم مركزي، فقط العملات المشفرة هي التي ستكون متاحة لإجراء مختلف عمليات الشراء من الإنترنت. لذلك يُنصح الإستثمار وحيازة العملات المشفرة منذ الآن، لأنها الوسيلة الأمثل للشراء لاحقا في الويب 3.0

بخلاصة ... بناء إنترنت ذات اتصال لامركزي

اللامركزية او Decentralization هو الأساس الذي سيعتمده الويب 3.0. هذا يعني اننا سنبدأ في استخدام التطبيقات والبرمجيات اللامركزية (dApps)، سنستخدم خدمات الدفع والمالية الرقمية (DeFi)، والمزيد. سنتخلى عن شيئ اسمه المركزية، سنتخلى عن شيئ اسمه " استخدم برمجية شركة جوجل، او برمجية فيسبوك، او برمجية الشركة X "، ما سيصبح هو أن هذا البرنامج / خدمة / تطبيق هو خدمة مفتوحة المصدر مبنية على شبكة او بروتوكول لامركزي يهدف إلى اتاحة خدمة لامركزية على شبكة إنترنت لامركزي. 



Abdelmoumen Bouchama 15 يناير 2022 في 11:55 م

مقال في القمة شكرا على المعلومات الثرية

blogger 13 يناير 2022 في 9:17 ص

أحسنت النشر شكرا على المعلومة