لقد أصبح لـ ChatGPT منافس أخيرًا بعد هيمنة دامت لأشهر في الساحة الرئيسية للذكاء الاصطناعي. بالرغم من توافر العشرات من بوتات الذكاء الاصطناعي إلا أنها جميعها تعتمد على مودل GPT-4 أو API من OpenAI لتشغيل نفسها. لكن في مؤتمر Google I/O الأخير أعلنت جوجل بشكل رسمي عن الذكاء الاصطناعي Bard بشكل نهائي بعد بداية غير موفقة.
سيتبادر لأذهان المستخدمين الآن أيهما أفضل، وأيهما يستحق التجربة؟ وأيهما يجب عليك الاعتماد عليه مستقبلا خصوصا أن ChatGPT لم يعد متاح بشكل مجاني إن كنت تريد الحصول على كل خصائصه. لهذا نوفر لك هذا المقال الذي يعتبر مقارنة بين الخدمتين معا.
ملاحظة مهمة: حين نذكر ChatGPT فنحن كذلك نقارن الخدمات التي تعتمد عليه أولها وأهمها Bing AI
المقارنة بين المودل: أيهما أذكى وأقوى؟
المودل اللغوي الذي يعتمد عليه الذكاء الاصطناعي Bard هو مودل PaLM2، مودل لغوي جديد من جوجل أعلنت عنه مؤخرًا فقط كبديل لـ LaMDA الذي كان مخصص فقط للمحادثات وتجاذب أطراف الحديث مع البوت. فما مدى قوة PaLM2؟
حسب جوجل فقد تم تدريب المودل اللغوي على عدد ضخم للغاية من الأوراق العلمية والبحثية والرياضية، وتم تدريبه على الكثير من النصوص و المحادثات لتجعله قادرًا على التعامل مع أي نوع من طلبات المستخدمين، بالإضافة لدعم أكثر من 20 لغة برمجية لتجسيد الأكواد من خلالها.
أما بالنسبة لـ ChatGPT فهو يعتمد على المودل اللغوي GPT4 في إصداره الأخير، الذي تدرب كذلك على الكثير من المعلومات من بينها المعلومات الحديثة، بقوة مخيفة من المدخلات والمتغيرات (Parameters) تجعله قادرا على فهم أي سؤال والرد على أي استفسار بمنطقية عالية. ودعم للغات برمجية كثيرة للغاية، حتى أنه أصبح معتمدًا من طرف منصات لمساعدة المستخدمين برمجيا، مثل إضافات VS Code.
في هذه المقارنة، فإن الكفة حتمًا ستميل لمودل GPT4، فهو ضخم وقوي للغاية وتدرب بشكل منطقي على الكثير من البيانات والمعلومات، لا ننكر قوة PaLM2 لكنه يحتاج لبعض الوقت والمزيد من المعلومات ليصبح مثل GPT4.
مقارنة بين توافق الخدمات
خدمة ChatGPT هي عبارة عن بوت شات من OpenAI، وبفضل بعض الخدمات البرمجية مثل الـ API نستطيع استخدام ChatGPT وقدراته على منصات أخرى، وهو ما فعلته مايكروسوفت ببرمجية Bing AI.
استطاعت مايكروسوفت عبر Bing AI أن توفر ذكاء اصطناعي خارق على أشكال مختلفة: بوت شات ، خدمة تجسيد الأكواد Copilot X، خدمة عمل تشاركي Loop، إضافة الذكاء الاصطناعي في برمجيات Office على شكل Copilot، برامج تصميم مثل Microsoft Designer، والكثير ... وهنا تظهر لنا قوة ChatGPT وقدرات التوافق لديه.
في مؤتمر جوجل أدرجت هذه الأخيرة خدمات Bard بنفس الكيفية، إذ سيكون متاح على خدمات ومنصات مختلفة مثل نظام Android، خدمات Googke Workspace عبر المساعد Duet AI، محرك البحث جوجل بالطبع، منصة يوتيوب، وباقي خدمات جوجل الأخرى.
التوافق هنا شديد للغاية، لكن الخيار يبقى لك، هل تفضل استخدام خدمات مايكروسوفت أم جوجل؟ إن كانت الإجابة مايكروسوفت فإن ChatGPT لديه اليد العليا، بينما العكس إن كان ردك جوجل.
الموثوقية والمصداقية
إن واحدة من أسوأ المشاكل في بوتات الذكاء الاصطناعي هي الموثوقة والمصداقية، فالبوت الذي لا يستطيع توفير معلومات صحيحة من مصادر موثوقة لا يجدر استخدامه لخدمات علمية محضة. كما يمكن أن يتحول لأداة توجيه أفكار وبروبغندا خطيرة للغاية، خصوصا على الأطفال أو الأشخاص ذوي المعارف المحدودة.
بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي Bard عانى من انتكاسة لحظية عند طرح سؤال: ما هي آخر اكتشافات التيليسكوب (جيمس ويب)، أجاب أنه كان أول تيليسكوب يلتقط صور خارج مجموعتنا الشمسية، وهي إجابة خاطئة إذ استطاع تيليسكوب من صنع أوروبي سابق تحقيق النتيجة أولًا. تداركت جوجل الأمر وأصلحت مشكلتها هذه مودل PaLM2 إذ سيعتمد على خدمات ذات مصدر موثوق، فكما جاز في مقالنا حول ملخص مؤتمر Google IO فإنها دربت مجموعة ذكاء اصطناعي ذات توجهات مختلفة، مثل MED-PaLM2 ذو توجه طبي، وبالتالي من الصعب أن يخطئ في تقديم مواضيع أو نصائح طبية.
على غرار ChatGPT، يفتقد هذا الأخير لهذا النوع من الموثوقية، كل ما تقدمه OpenAI هو إضافة العديد من المدخلات (Parameters) التي تقدر بالتريليونات وتجعله يستعرضها بطريقة آدمية للمستخدم. قد يستطيع OpenAI توفير معلومات أقل موثوقة وذات مصداقية مترنحة، بالإضافة إلى إمكانية كسر وتجاوز بعض حمايته للإجابة بالطريقة التي تُريد.
لهذا إن أردت استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض علمية وطبية ومواضيع ذات موثوقية أكبر، فمن الأفضل الاعتماد على Bard.
مقارنة الأسعار والخطط
عند إطلاق ChatGPT بمودل GPT-3 كان متاح بشكل مجاني، لكنه ضعيف ومحدود من حيث المعلومات التي يمتلكها.
لـ ChatGPT بعض الحدود ... أشياء لا يستطيع ChatGPT الإجابة عنها
فللحصول على القوة في ChatGPT أنت بحاجة لاستخدام مودل GPT4. والذي للأسف لا يأتي بشكل مجاني، وعليك دفع مبلغ 20$ شهريا. استخدام خدمات أخرى يتطلب منك دائمًا الحصول على API من ChatGPT الذي يتوافر أيضا بنفس السعر. ولا يوجد إلا خدمات قليلة مجانية تعتمد على GPT-4 وتتيح لك استخدامه مجانا، مثل Bing AI الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة تقريبا لاستخدام GPT4 مجانا.
في الكفة الأخرى، يمكنك استخدام Bard بشكل مجاني بدون دفع أي فلس، مودل PaLM2 جيد وينافس GPT4 على نطاقات عديدة. فإن كان استخدامك لـ ChatGPT مقترن بعمليات عادية: تلخيص نصوص، إيجاد معلومات، تجسيد نصوص، التعامل مع الصور ... فيمكن لـ Bard القيام بها مجانا دون دفع 20$ شهريا لـ ChatGPT.
لذا يتفوق هنا Bard على ChatGPT من حيث الأسعار والخدمات المدفوعة.
من الأفضل: Bard أم ChatGPT؟
في الوقت الحالي يمكن أن نصنف ChatGPT أنه أفضل قليلًا، أو تميل الكفة لصالحه بعض الشيء. والسبب الوحيد في هذا التفضيل هو أنه لـ ChatGPT خبرة أكثر ومعلومات وبيانات أكبر من Bard. لكن بقوة وسيطرة مثل جوجل، يمكننا القول أن Bard قد يصبح أقوى في غضون الأشهر القادمة. خصوصا بمدى توافقه ومجانيته التي يتفوق بها على ChatGPT.
إذن الخلاصة كالتالي: ChatGPT أقوى في الوقت الحالي، مع إمكانية أن يتفوق عليه Bard في المستقبل ويمتلك مستخدمين أكثر.