ما الذي يحدث في عالم ألعاب الفيديو؟ إليك كل التفاصيل من طقطق للسلام عليكم !

ما الذي يحدث في عالم ألعاب الفيديو؟ إليك كل التفاصيل من طقطق للسلام عليكم !

ما الذي يحدث في عالم ألعاب الفيديو؟ إليك كل التفاصيل من طقطق للسلام عليكم !

سواء كنت مهتماً بعالم ألعاب الفيديو أو لم تكن، فمما لا شك فيه أنك سمعت بالكثير من الصراعات في السنوات الأخيرة. صراعات بين Xbox و Sony وتداخلات لشركات مثل Activision وأخبار حول غلق استوديوهات ومنافسات وإلغاء مؤتمرات، والكثير من الأشياء التي يصعب على العقل استيعابها. 

سيصعب على مهتم بمجال ألعاب الفيديو  مواكبة كل هذه الأمور خصوصاً إن لم يشتد اهتمامه بالمجال سوى مؤخراً. لذا نوفر  هذا الدليل الكامل من البداية وحتى النهاية، كيف بدأت الأمور، وما الذي يحدث، وكيف أصبح مجال الألعاب والجيمينغ من أعقد المجالات وأكثرها تضارباً على الإطلاق. 

بعض المعلومات (المسلم بها) عليك معرفتها قبل كل شيء 

هناك مجموعة من الحقائق والأفكار والمعلومات المسلم بها، والتي من المفترض أن يكون الجميع على علم بها. من بينها: 

Xbox و Sony هما العملاقتين المتنافستين 

إن سبب كل الشرور هي طمع الشركات ورغبتها في أن تصبح رأس الهرم الأساسي في عالم صناعة الألعاب. كثيرة هي الشركات التي تحاول فعل ذلك: شركة Valve المالكة لـ Steam و Epic Games و Nintendo و Capcom وغيرهم ... لكن القمة التنافسية دائمًا تكون بين Xbox و Sony PlayStation. والسبب أنهما الأغنى من بين الجميع، وتستحوذان على كافة الشركات وتطلقان ألعابًا حصرية خربت نوعا ما مجال الجيمينغ. وسنحكي بالتفاصيل كل شيء. 

عالم ألعاب الفيديو هو أضخم عالم ترفيهي اليوم 

ذكرنا هذا في أحد مقالاتنا السابقة  وسنعيد ذكره مجددًا. اجمع كل إنتاجات الأفلام التي صدرت في 2023، ثم كل الألبومات والفيديوهات والموسيقى التي تم إنتاجها في نفس السنة. اجمع ميزانياتها وأرباحها كلها، بالكاد ستصل لنصف الميزانية والأرباح المتداولة في مجال ألعاب الفيديو (*1). فشركات مثل Rockstar لا تقضي 12 سنة بميزانية 5 مليار دولار لتطوير لعبة فيديو واحدة من فراغ. إذ يمكنها استعادة ميزانيتها في غضون أيام فقط إن أصدرت اللعبة بنجاح.

لذا من المهم التحدث عن مجال ألعاب الفيديو اليوم كمجال تقني فريد من نوعه. إنه الأضخم في مجال الترفيه، والأشهر عالمياَ أيضا. 

تنقسم الشركات لـ 3 أصناف

تنقسم الشركات النشطة في مجال ألعاب الفيديو إلى 3 أقسام رئيسية (يوجد شركات فرعية لكن الشركات التالية هي دائما سبب الجدال). وهي: 

الشركات المصنعة لأجهزة اللعب أو أنظمة اللعب. مثل Xbox و Sony و Nintendo وذلك لأن غرضها هو جلب أكبر عدد من المبيعات لأجهزتها، ولفعل ذلك عليها إطلاق ألعاب حصرية لأجهزتها فقط،  وبالتتالي عليها إما الاستحواذ على شركات أخرى، التعاقد معها، أو تطوير ألعابها الخاصة. 

ثانياً الشركات المصنعة لألعاب الفيديو، مثل Rockstar و CD Projekt و Activision و Bethesda و FromSoftware والمزيد. هذه الشركات تصنع ألعاباً شهيرة وفريدة من نوعها. وتحاول استقطاب عروض من الشركات الأولى كجعل ألعابها حصرية على أجهزة محددة. وفي حالة لم تستطع تحقيق ذلك فهي تطرحها للملأ على مختلف الأجهزة. 

ثالثاً وأخيراً، الشركات المالكة لمتاجر الألعاب، أشهرهما Steam و Epic Games. وهدف هذه الشركات احتضان ألعاب الفيديو وبيعها مقابل عمولة. ويمكنها أحيانا إنشاء ألعابها الخاصة. 

وأخيراً ... لن نعود بالزمن كثيراً 

الحديث عن عالم ألعاب الفيديو بشكل تنافسي قد يعود بنا لبداية الألفينات حتى. لكننا لن نعود إلى تلك المراحل حتماً فهذا المقال طويل بما فيه الكفاية.

ما هذا الجدل الذي يحدث اليوم في عالم ألعاب الفيديو؟ إليك القصة من طقطق للسلام عليكم 

نقطة البداية : معرض E3 

ما الذي يحدث في عالم ألعاب الفيديو؟ إليك كل التفاصيل من طقطق للسلام عليكم !

يمكن لنقطة البداية أن تكون أي مرحلة وفي أي سنة. قد تكون مثلًا في مرحلة نزاع شركة Apple مع Epic Games حول لعبة Fortnite. لكن نقطة التحول الحقيقة هي تفشي فيروس كوفيد-19 الذي غير معالم الكثير من الأشياء. أهمها معرض E3. 

معرض E3 ( واسمه الكامل Electronics Entertainement Expo - الكلمات الثلاث تبدأ بحرف E لذلك لقب بـ E3 ) هو معرض بدأ منذ سنوات وعقود ويقام بشكل سنوي ولأيام أيضا. في هذا المعرض يتم الكشف عن كافة أنواع ألعاب الفيديو من طرف مختلف الشركات. القائمون على المعرض يستقبلون ترايلرات الألعاب ومستجداتها وينظمون جدولة لها على مدى أيام.

وجد القائمون صعوبة كبيرة في تنظيم الحدث أونلاين في حقبة كوفيد بصعوبات في التواصل وطريقة العرض. فللأسف لم ينجح الفريق في إنشاء المعرض. وكانت سنة 2021 أول سنة سيُلغى فيها معرض E3 بعد أكثر من عقدين من تقديمه. 

وجب الإشارة هنا أنه في حقبة كوفيد، ازداد الطلب على ألعاب الفيديو بشكل جنوني، مما خلق عجزا لشركات الألعاب في إيجاد طريق أفضل للترويج لألعابها. 

ظهور التحديات: شركات الألعاب لا تعرف كيف تروج لنفسها بعد الآن 

في السابق، كانت شركات الألعاب ( من الصنف الثاني، عد لفقرة المعلومات إن لم تعرف أي صنف ) كانت تضع جهدا قويا لتجهيز ألعابها لمعرض E3 إذ تعتبر فرصة ذهبية لاستعراض لعبتها للملأ وجذب واستقطاب عمليات استحواذ وشراء وتمويل. لكن بعد إلغاء معرض E3 ظهرت مجموعة من التحديات. 

أبرز هذه التحديات كانت إيجاد وسائل وطرق أفضل للترويج لألعابها. الترويج لا يعني دائما جلب مبيعات بل جذب مستثمرين وشراكات، وها ما اضحت تفتقد له هذه الشركات. 

معظمها بدأت تتعرض للإفلاس وبدأت تعاني من مشاكل في التمويل. فشهدنا طرد عاملين في شركات كبرى مثل Blizzard Activision. اضطرت معظم الاستوديوهات الصغيرة والمتوسطة إلى بيع نفسها لشركات أضخم. كاستحواذ Sony على استوديو Bungie في 2022 و Bluepoint في نفس السنة. كذا Microsoft Xbox استحوذت على استوديوهات مثل Obsedian و Bethesda وأكبر استحواذ Blizzard Activision بالطبع. 

استغلال الفرص: إطلاق معرض Sony و Xbox 

بالرغم من كل شيء، يبقى الهدف الأكبر لمعرض E3 هو التشهير بالألعاب، وبعد توقفه وجدت الشركات حتى الكبرى منها صعوبة في استعراض ألعابها وألعاب الاستوديوهات التي استحوذت عليها. هنا بدأت المنافسة أكثر. 

في سنة 2019 أعلنت سوني عن معرض Sony PlayStation Showcase وهو معرض خاص بها تستعرض فيه ألعابها الخاص القادمة في المستقبل. وتروج فيه جديدها في أجهزة بلايستيشن من إصدارات حصرية وما إلى ذلك. 

في نفس الوقت تقريباً كشفت اكس بوكس عن معرضها الخاص Xbox Showcase ذو نفس الهدف. استعراض لألعابها وألعاب شركائها ومستجدات حول Xbox، وفي هذا المعرض أيضا كشفت عن خدمة اشتراك Xbox Game Pass

كسر الاحتكار: تكوين وإطلاق معارض ألعاب جديدة 

ما الذي يحدث في عالم ألعاب الفيديو؟ إليك كل التفاصيل من طقطق للسلام عليكم !

إطلاق معرض Xbox Games Showcase و Sony Showcase لم يعد بالفائدة إلا على سوني و اكس بوكس وألعابهما. في حين عانى المطورون المستقلون ومطوري ألعاب (الإندي) وكذا الاستوديوهات الصغيرة من الكثير من الحنقة بعدم إيجادهم لطرق للترويج لألعابهم. 

بدأت مجموعة من الاتحادات والاستوديوهات بالتكاتل، وإطلاق معارضها الخاصة. أشهرها في الوقت الحالي هو معرض Summer Games Fest الذي يمكن القول أنه ضخم واقترب من منافسة E3 في حقبته. كذا معرض FutureGames Show و Pc Gamer PC Gaming Show التابع لمجلة PC Gamer، والمزيد .. 

وقد أعطى هذا فرصة للاستوديوهات الأخرى غير مايكروسوفت و سوني من استعراض ألعابهم ووضعها في منصات لعب مستقلة مثل Steam و Epic. 

احتدام المنافسة: سوني خائفة و اكس بوكس تملك المال 

ثورة الاستحواذات ومعارض الألعاب هي ثورة يحكمها المال، من يملك المال أكثر يفوز في هذه المسابقة. (اكس بوكس) بدعم من مايكروسوفت استطاعت الاستحواذ على الكثير من الاستوديوهات وإنجاح الكثير من ألعابها. وقد كان تخوف Sony من الاستحواذ على استوديوهات ضخمة قد تؤثر على مبيعاتها. 

وهو ما حدث في واحد من أكبر الاستحواذات لمايكروسوفت، استحواذها على شركة Blizzard Activision. فشركة سوني رفضت هذا القرار ورفعت عملية الاستحواذ إلى المحكمة في قضية احتكار. ما دفع (سوني) لفعل ذلك هو أن سلسلة ألعاب Call of Duty الشهيرة من Activision تدر أرباحا كثيرة لـ (سوني) والاستحواذ عليها يعني جعلها حصرية لـ Xbox و PC وخسارة جزء مهم من أرباح بلايستيشن. لكن تم هذا الاستحواذ بنجاح، مع وعد من مايكروسوفت بعدم جعل ألعاب Activision حصرية لمنصاتها (*2). 

لكلٍ أجهزته: إنطلاق عصر الحصريات 

ما الذي يحدث في عالم ألعاب الفيديو؟ إليك كل التفاصيل من طقطق للسلام عليكم !

(اكس بوكس) مع الاستوديوهات التي سيطرت عليها من ناحية، و (سوني) مع استوديوهاتها الخاصة من جهة أخرى. شهدنا في سنة 2023 إطلاق جد قوي لترسانة من الألعاب الحصرية فقط. كل ما تكشف عنه (اكس بوكس) متاح فقط لـ (اكس بوكس). ألعاب مثل Hellblade الصادرة مؤخرًا، و Starfield و Redfall ( التي عانت انكسارا خطيرا) و لعبة Hi-Fi Rush والمزيد. 

(سوني) حاولت المواكبة وبقوة، بإطلاق ألعاب مثل Spider Man و توسعة God of War و Stellar Blade الصادرة مؤخرًا. 

لا طائل منها: الحصريات تقتل عالم ألعاب الفيديو 

بات على لاعبٍ عادي الآن شراء الجهازين معا ( بلايستيشن و Xbox أو PC بنظام Windows ) للاستمتاع بكافة أنواع الألعاب. هذا قتل الكثير من المتعة في ألعاب الفيديو، وخلق لنا تفرقات أيضا. فعلى سبيل المثال حين صدرت لعبة Starfield من Xbox تم مهاجمتها من طرف لاعبي PlayStation قائلين أن لعبة قوية مثل هذه يجب أن تكون حصرية للاعبي PlayStation ولا يستحق لاعبي Xbox هذا الصنف من الألعاب (*3). 

خرج بعدها الكثير من المقالات، اللقاءات الصحفية والتغريدات من أشخاص مشهورين في مجال عالم ألعاب الفيديو. والذين انتقدوا سياسة الشركتين في الحصريات. قائلين أن جعل ألعابهم حصرية لخدماتهم أمر جد سلبي ويؤثر على مجال الجيمينغ كمجال ترفيهي. 

بداية الخسارات: اكس بوكس تخسر أكثر مما تنفق، ولا بديل ! 

قد تتوقع بعد سلسلات الاستحواذات وإصدار ألعاب جديدة وحصرية و السيطرة على جزء كبير من السوق سيدر على (اكس بوكس) الكثير من الأرباح صح؟ ما حدث هو العكس ! 

(اكس بوكس) أنفقت الكثير من المال في كل هذا، ولم تستطع استرجاع أو تحقيق دخل من ألعاب الفيديو يستحق كل هذا الانفاق. 

حاولت (اكس بوكس) الخروج بتصريحات لزيادة أسعار الألعاب، ووصلت أسعار الألعاب حتى 70$ على (اكس بوكس) وعلل (فيل سبينسر) مدير (اكس بوكس) آنذاك أن هذه هي التكلفة الصحيحة. (اكس بوكس) أيضا أقدمت على إطلاق اشتراك خاص بها باسم (xbox game pass) والذي ستزيد سعره في 2025 لأنه لا يدر عليها أي أرباح. وفشلت الكثير من ألعابها الحصرية كان أقساها فشل لعبة Redfall فشل ذريع أظهر أن Xbox سيئة جدًا في إطلاق الحصريات. 

في النهاية، اضطرت (اكس بوكس) لغلق مجموعة من الاستوديوهات التي استحوذت عليها لأنها لا تدر عليها أي أرباح. بل وأضحت تهدد الاستوديوهات الجديدة بتحقيق أرباح من ألعابها أو إغلاقها. آخرها كان استوديو (Ninja Theory) بلعبة Hellblad II. إذ اتفق في النهاية لاعبو وعشاق اكس بوكس بدعم اللعبة فقط لمساعدة الاستوديو ومنع إغلاقه (*4). 

بداية الخسارات: سوني لم تعد تحقق أرباحًا من أجهزتها 

إن عانت (اكس بوكس) من كل هذا، فحال (سوني) ليس أفضل على الإطلاق. فأكبر مداخيل سوني لا تأتي من الألعاب بل تأتي من بيع أجهزة (بلايستشن 5) بالأخص. والتي عانت ركود في المبيعات منذ بداية سنة 2024. في الحقيقة كانت هناك تغريدة لأحد المسربين يقول فيها أن سوني قد تتوقف عن إنتاج أجهزة (بلايستيشن) لكن سوني ستتدارك الأمر عبر استراتيجية إعادة احياء الجهاز، وذلك من خلال إطلاق PS5 Pro هذه السنة (*5). 

(سوني) أيضا بدأت بإطلاق حصرياتها قبل فترة لأجهزة الـ PC، مثل Days Gone و The Last of Us و God of War و Uncharted وآخرها Ghost of Tsushima. وفي الحقيقة عالجت هذه الاستراتيجية بعض جروحها، إذ حققت مبيعات لم تحققها كألعاب حصرية لأجهزتها فقط. 

شركة (سوني) لازال لديها حصريات في جعبتها، لكن إطلاقها قد لا يكون قريبًا، حتى إطلاق جهاز (بلايستشن) جديد لتعزيز مبيعاتها أكثر. 

سنة 2025 : قد تكون السنة الحاسمة في مجال ألعاب الفيديو 

سنة 2024 كشفت عيوب الشركات المسيطرة في مجال ألعاب الفيديو، وأوضحت للعالم أن هذه المنافسة لا يستفيد منها أحد، فكلا الشركتين تخسران الكثير عبر جعل ألعابها حصرية لأجهزتها، وتكسب أكثر بإطلاق ألعابها لمنصات أخرى. والتعصب اتجاه الحصريات يؤدي فقط للفشل الذي يؤدي بدوره لغلق استوديوهات وقمع المبدعين في مجال ألعاب الفيديو. 

في شهر يونيو سنشهد مجموعة من أحداث الألعاب، وفي الغالب سنرى ترسانة من ألعاب الفيديو الجديدة، والتي قد لا تكون حصرية لأجهزة محددة. سنة 2025 ستكون السنة التي ستحدد مصير عصر ألعاب الفيديو كأضخم مجال ترفيهي من دون شك. 

وفي الختام 

هناك من يفضل الاستمتاع فقط بألعاب الفيديو مهما كان نوعها، وهناك من يفضل معرفة ما الذي يحدث في عالم ألعاب الفيديو، وهناك من لا يهتم أصلا بهذا المجال. لكن هذا المقال موجه للفئات الثلاث، حتى تأخذ فكرة عن عالم ألعاب الفيديو ما يحدث فيه. 

المصادر المعتمدة: 

شاركه على :