بالرغم من اقتراب نهاية دعمه من طرف مايكروسوفت، لازال نظام التشغيل ويندوز 10 يهيمن بشكل كبير على قطاع أنظمة التشغيل. بالرغم من الجهود الهائلة لمايكروسوفت في محاولة التنصل من هذا النظام وتقديم نظام الويندوز 11 على حسابه. كانت هناك عوائق في تغيير المستخدمين لأنظمة تشغيلهم للويندوز 11 بسبب مشاكل متعلقة بتوافق الهاردوير. وبالرغم من ذلك، مايكرسوفت لم تنصت للمستخدمين.
ومن بين المقارنات الكبيرة جدًا في عالم أنظمة التشغيل هو المقارنة بين نظام الويندوز 10 والويندوز 11 في مجال ألعاب الفيديو والجيمينغ. فأيهما أفضل لهذه الفئة من المستخدمين؟
من حيث الاستقرار والتباث
أظهر نظام الويندوز 10 قدرته الكبيرة على مدار سنوات في مجال ألعاب الفيديو والاستقرار الذي يقدمه من هذه الناحية. فمنذ عقد كامل تقريبًا، كان الويندوز 10 أحد أفضل الأنظمة في هذا المجال، حتى أفضل من الإصدارات السابقة كالويندوز 7. التحديثات التي رصدها النظام في السنوات الأولى دفعت بميزات النظام لضخ موارده بشكل أفضل لجعل تجربة لعب ألعاب الفيديو أفضل.
لا يمكن قول المثل على نظام الويندوز 11، فقدراته في تشغيل ألعاب الجيدة لا تقل كفؤا عن الويندوز 10 صحيح، لكنه تعرض للكثير من الحوادث والتحديثات التي جعلته يتوتر أثناء تشغيل بعض أصناف الألعاب. فعلى سبيل المثال، أحد تحديثات الويندوز السابقة أثرت على معالجات AMD في لعب ألعاب الفيديو بشكل كبير، مما دفع مايكروسوفت لإطلاق تحديث لاحق لتعزيز آداء معالجات AMD في الألعاب ( المصدر ) . ويتخوف اللاعبون دائمًا من تحديثات الويندوز 11 الجديدة التي قد تؤثر بشكل غير مقصود على آداء ألعابهم.
من حيث البرمجيات والخدمات والإعدادات الإضافية
يمتلك نظام الويندوز 10 برمجية Xbox Game Bar، برمجية ملائمة للوصول إلى قائمة الألعاب في جهازك (إن كان لديك اشتراك Xbox ) وكذا إعدادات خاصة بالألعاب، والوصول لخدمات داخلية مثل سبوتيفاي، وتسجيل شاشة اللعب والكثير ... لكن القلة فقط من يستخدمها نظرًا لتواجد خدمات منافسة.
خدمة Xbox Game Bar متاحة كذلك على نظام الويندوز 11، لكن يمتاز الويندوز 11 بالوصول إلى إعدادات مخصصة للجيمينغ ولعب ألعاب الفيديو تضمن لك تجربة لعب أفضل. فمثلًا يوجد وضع Game Mode في نظام الويندوز 11 الذي يضخ طاقة الجهاز اتجاه اللعبة. ويوجد خيار Enable Auto HDR والذي يحسن آداء الألعاب بشكل كبير بتحويلها من وضع SDR إلى HDR لتجربة رسوميات محسنة. تفعيل خيار Hardware Acceleration، وحتى الوصول إلى تحكم إضاءة الـ RGB في الجهاز.
( هل نقدم مقالًا حول أفضل الإعدادات في النظام لتجربة لعب أفضل؟ ربما قريبا) .
من حيث دعم ألعاب الفيديو
كلا النظامين يقدمان لك دعم كبير لتشكيلة واسعة من ألعاب الفيديو، لكن مع فرق سيط.
إن كنت تفضل لعب ألعاب الفيديو القديمة نوعًا ما، وكذلك الألعاب المستقلة (Indie Games) فالويندوز 10 يتفوق على نظيره في هذا الأمر. الكثير من ألعاب الفيديو التي صدرت قبل سنوات تواجه مشاكل كثيرة عند تشغيلها على نظام الويندوز 11، خصوصًا بسبب سوء توافق النظام مع اللعبة. يمكن حل هذه المشكلة في بعض الألعاب عبر التوجه إلى تخصيصات اللعبة (Proprieties) ثم تبويب خيارات التوافق - Compatibility Option ) ثم تشغيل اللعبة بالتوافق مع نسخ أقل كالويندوز 10 أو ويندوز 7. وإن كانت تفلح في بعض الأحيان، فألعاب أخرى لا تنجح.
على سبيل التجربة، لعبة Planet Zoo احدى الألعاب التي جربتها شخصيًا، لا تتوافق مع الويندوز 11، ويجب استخدام الويندوز 10 لتشغيل اللعبة ).
من حيث القوة في الآداء
القوة في الآداء يعتبر فصلًا حاسمًا في اختيار نظام تشغيل جيد ومناسب للعب ألعاب الفيديو.
يقدم لنا الويندوز 11 ميزة أساسية وهي دعم آخر الإصدارات من خدمات مثل Direct X 12 Ultimate التي تتيح للمستخدمين تجربة ألعاب فيديو أكثر واقعية وسلسة للغاية. وتجربة رسوميات استثنائية مقارنة مع أي نظام آخر وحتى أي جهاز آخر. كما أن آخر التحديثات لبرمجيات الـ GPU ( مثل GeForce Experience من Nvidia و برمجية AMD من AMD) كل تحديثاتها الأخيرة منصبة الآن على الويندوز 11. خصوصًا بعد إعلان مايكروسوفت إيقاف الدعم عن الويندوز 10 بشكل نهائي هذه السنة.
لا يعني هذا أن الويندوز 10 سيء في آداء ألعاب الفيديو، بل على العكس تمامًا، فهو الآخر يقدم تجربة قوية ومثالية للعب ألعاب الفيديو حتى الحديثة منها. لكن في مرحلة ما ستتوقف برمجيات تحسين الـ GPU عن دعم الويندوز 10، وستركز على دعم الويندوز 11 والخصائص الجديدة التي يقدمها في مجال ألعاب الفيديو. لذا الألعاب القادمة في السنوات القادمة قد لا تقدم نفس الكفاءة المطلوبة كما الويندوز 11.
إذن ... أيهما أفضل؟
كلا النظامين يقدمان تجربة مثالية في لعب ألعاب الفيديو، لكن الأمر يبقى متعلقًا باللاعب بشكل كبير.
فمثلًا، في حالة كان لديك جهاز لعب متقدم ( مثلًا Gaming Station أو جهاز حديث ) وتطمع في تجربة الألعاب الجديدة التي ستصدر هذه السنة والسنة القادمة. وتريد الحصول على أفضل تجربة ممكنة من حيث الإعدادات والرسوميات. فالويندوز 11 يبقى الحل الأمثل لك، إذ يمكن من خلال الدعم الذي يوفره والإعدادات التي يقدمها تجربة خيالية في الشعور بالتقدم التقني في ألعاب الفيديو.
أما إن كنت من الأشخاص الذين يفضلون لعب ألعاب محددة (مثل ألعاب أونلاين ) ولا يطمعون كثيرًا في تجربة أحدث الألعاب الجديدة، فالويندوز 10 خيار مثالي لهم. وذلك للاستقرار الذي يقدمه، وقلة التحديثات التي تؤثر على آداء لعب ألعاب الفيديو.