هل هو لغز محير؟ لم لا يوجد آيفون 9 أو ويندوز 9 ضمن سلسلة أنظمة التشغيل ويندوز وهواتف آبل؟ كان هذا السؤال محطة محورية وجدلية للغاية بين الكثير من المستخدمين حول العالم، لدرجة أن نظريات خارقة للطبيعة والبيئة صدرت جراء هذا القرار.
انتابنا الفضول حول الموضوع بعد تعليقات أحد متابعينا، دفعنا هذا لتقديم بعض المعلومات والحقائق حول آيفون 9 بالضبط إذ كان أكثر سؤال محوري صعب على الكثير من المستخدمين استيعابه. وإلى يومنا هذا لم توضح شركة آبل لم لا يوجد هاتف آيفون 9 ضمن سلسلة هواتفها، لكن هذا لا يعني أن متحدثين باسم الشركة (Spokesperson) لم يوضحوا على مدار سنوات الأسباب وراء قرار آبل، والتغييرات التي حدثت.
لم لا يوجد آيفون 9؟
الكثير من الأفكار، النظريات والتحليلات ظهرت على مر سنوات كثيرة منذ الكشف عن آيفون 8 ثم مباشرة آيفون 10 أو X. بعضها منطقي وآخر غير منطقي، نشارك معك بعضًا من الأسباب الفعلية لعدم تواجد هاتف آيفون 9.
السبب الأكثر منطقية وواقعية: تزامن إطلاق آيفون 9 بالذكرى العاشرة لإطلاق أول آيفون
على مدار سنوات كثيرة كان هذا السبب هو الأكثر ترجيحًا، بل عاملين ومتحدثين في آبل وضحوا عبر تغريدات ولقاءات خاصة (آنذاك) أن بالفعل هذا هو السبب الرئيسي.
صدر أول هاتف آيفون في سنة 2007 باسم iPhone، وفي كل سنة تصدر هاتف جديد من السلسلة. اعتمدت آبل إطلاق نسخ محسنة بنفس الرقم على مدى سنوات، فبات لدينا iPhone 5 و iPhone 5S و iPhone 6 و iPhone 6S ... وغيرها. بحلول سنة 2017 قررت آبل احتفالًا بهذه الذكرى إطلاق آيفون 10 (أو X بالأرقام الرومانية ) متخطية بذلك إصدار آيفون 9. بلغة أخرى، لو اعتمدت آبل معيار الترقيم الصحيح كل سنة، لكان لدينا هاتف آيفون 9 بالفعل.
هناك فكرة معارضة بسيطة للغاية يمكنها أن تنفي جزئيًا هذه الفكرة. وهي أن هاتف آيفون 8 و آيفون X تم إصدارهما في نفس السنة مع فرق شهرين فقط. مما يعني أنه كان بإمكان آبل إطلاق 3 هواتف آيفون تلك السنة 8 و 9 و 10 لكنها فضلت تجاوز الرقم 9. أو كان بإمكانها تجاوز الرقم 8 أيضا وإصدار هاتف واحد وهو آيفون X.
الجانب التسويقي: رقم 9 لا ينجح تسويقيًا خصوصًا في مناطق آسيا
هل تؤمن بالخرافات؟ حتى آبل لا تؤمن بها، لكنها عليها مراعاة هذا الرقم تحسبًا لأي كوارث تسويقية. الرقم 9 لا يرتبط بالفال الجيد في مجموعة كبيرة من الدول الآسيوية، ولا ننسى أن آبل عليها إرضاء هذه الفئة كثيرًا ( خصوصًا في الصين ) فمبيعات الهواتف هناك خيالية. يؤمن المستخدمون في مجموعة من دول آسيا أن الرقم 9 رقم غريب. ففي اليابان مثلًا يرتبط الرقم بالمعاناة والمرض والشؤم والموت لدرجة أن بعض الخدمات ترفض استخدامه. في دول أخرى كالصين يرتبط الرقم 9 بالزواج الأبدي والحياة المديدة ... خرافات، لكن آبل عليها الالتزام بها.
وإن لم تصرح آبل رسميًا بهذا الأمر، لكن يمكن أن يكون للأمر جانب تسويقي هام. فهي لا تعرف كيف سيتفاعل الناس مع هاتف يحمل رقمًا مشؤومًا في تلك المناطق، فقامت بتجاوزه. ( لربما هو نفس السبب لم تجاوزت مايكروسوفت الرقم 9 في نظام ويندوز ).
الجانب التسويقي 2: كما فعلت مع آيفون 3G بدل آيفون 2
ينفي هذا الجانب فكرة أن الرقم 9 رقم مشؤوم، وأن الأمر كله نابع عن فكرة تسويقية لا أكثر. عندما أصدرت آبل أول هاتف آيفون في 2007، أطلقت مباشرة بعد سنة هاتف آيفون 3G، لمَ لم تُطلق هاتف آيفون 2؟ السبب وراء ذلك أن حقبة الـ 3G بدأت للتو، فكان من الضروري لآبل التخلي عن التسلسل الرقمي، واعتماد 3G لتسويق الهاتف بشكل أفضل.
تكرر نفس الأمر في آيفون 9 بتزامن الذكرى العاشرة لآبل مع رقم X. فكان من الضروري التخلي عن التسلسل الرقمي لتحقيق الجانب التسويقي للهاتف.
مرحلة جديدة: ريبراند للشركة والتحول للأرقام الرومانية
ما الترقيم الذي اتبعته شركة سامسونج؟ أصدرت سامسونج هواتف بأرقام مختلفة ( سامسونج 3، 4 و 5 ... حتى 10 ) لكنها انتقلت من 10 إلى 20، وبعدها عادت للترقيم العادي 21، 22، 23 ... لم فعلت ذلك؟
السبب الذي دفع سامسونج لفعل ذلك هو أنها أرادت خطو خطوة جديدة في إعادة تشكيل عناوين هواتفها بطريقة مختلفة (عندما انتقلت من 10 إلى 20 ) لكنها ارتأت أن ذلك لا يخدم صالحها لربما كان لدينا الآن هاتف Galaxy S50 لو اتبعت نفس الفكرة. ثم بعدها عادت للترقيم الاعتيادي ( 21، 22 ...) كخطوة تراجعت فيها عن عملية الريبراند. لكن عموما سامسونج اعتمدت الترقيم 20 بدل 10 لتواكب إصداراتها سنة الإطلاق. فهاتف Samsung Galaxy S20 صدر في 2020، ومنذ ذلك الحين تتزامن إصدارات سامسونج مع السنة ( مثلًا نحن في 2025 سيصدر هاتف S25).
أيضًا، سامسونج كشفت عن هاتف S9 بالرقم 9، مع أنها شركة كورية ومتشبعة بالثقافة الآسيوية. سبب آخر يوضح لن أن فكرة تجاوز الرقم 9 لأنه رقم مشؤوم هو مجرد خرافة أنشأها مجتمع آبل.
نفس السبب قامت به آبل. فقد أرادت الانتقال للأرقام الرومانية في تلك الفترة ( إصدار X ) لكنها تخلت عن فكرة ريبراند إصدارات الهواتف، وعادت لإطلاقها بأرقام اعتيادية ( آيفون 11، آيفون 12 ...).
احتدام المنافسة مع سامسونج: أرقام أكبر تعني تفوقا أفضل
هل سمعت بقصة برغر ثلث الباوند في أمريكا؟ باختصار سلسلة مطاعم A&W الأمريكية قدمت عرضًا منافسًا لمطاعم ماكدونالدز حين عرضت برغر بحجم 1/3 باوند بنفس سعر برغر ماكدونالدز ذو 1/4 باوند. لكن الحملة فشلت للغاية لأن الأمريكيين اعتقدوا أن 1/4 باوند أكبر من 1/3 باوند.
شركة آبل تتعامل مع مجتمع شبيه نوعًا ما. في حين أن آبل أصدرت هاتف آيفون 8 سنة 2017، فإن سامسونج الغريم المنافس أطلقت هاتف S8+. قد يعتقد المستخدمون (الأمريكيون) أن 8+ (ساموسنج) أفضل من 8 (آيفون). لحل هذه المشكلة وضمان المنافسة في الإسم، أطلقت آبل هاتف X لتتسابق مع سامسونج في عدد الإصدارات وتتصدر قائمة الأرقام.
سامسونج بدورها خدعتها فأطلقت سلسلة S20 في 2020 بينما آبل بقيت في رقم 12 بحلول نفس السنة.
ختامًا
نذكرك أن أي تصريح رسمي حول الأمر من آبل لم يصدر إطلاقًا، وربما الشركة نسيت الأمر كليًا. لكن يبقى هذا أحد أكثر الأسئلة الشائعة بخصوص آيفون، والتي لازالت حتى اليوم غامضة. لكن ماذا عن ويندوز 9؟ قد نجيبك عن هذا في مقال قادم.
.png)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق